بغداد/ يوسف فعـل
مهر اكثر من لاعب في منتخب الشباب لكرة القدم شهادة إبداعه في نهائيات امم آسيا التي تحصَّل فيها منتخبنا على المركز الثاني بعد خسارته غير المستحقة امام نظيره الكوري الجنوبي بفارق ركلات الجزاء الترجيحية 1-4، ومن ابرزهؤلاء المتألقين لاعب خط الوسط احمد عباس الذي فرض اسمه واحداً من افضل لاعبي الارتكاز في البطولة لامتلاكه القدرة على قطع الكرات بصورة مميزة والمهارة الفائقة على صناعة الهجمات وامداد زملائه بالكرات السهلة ، وكان من اهم مرتكزات نجاح المنتخب في النهائيات الآسيوية ومن علاماته الفارقة من اللاعبين الذين يتوقع لهم مستقبل.
(المدى) التقت اللاعب احمد عباس للتعرف عن اسباب فقدان اللقب القاري والاطلاع على أبرز المباريات التي خاضها منتخبنا في البطولة وطموحه في اللعب بالمونديال المقبل.
هفــوة دفاعية
تطرق عباس في بداية حديثه عن المباراة النهائية امام المنتخب الكوري الجنوبي وقال : ان منتخبنا كان يستحق الفوز على نظيره الكوري واحراز اللقب للمرة السادسة بتاريخه بعد ان قدم لاعبونا مباراة جميلة عامرة بالاداء الجيد والكفاح الرجولي وكنا الطرف الافضل فيها والاقرب للفوز ، ولكن بهفوة دفاعية في الوقت القاتل احرز المنافس هدف التعادل من الهجمة الوحيدة التي توفرت له في الشوط الثاني ، وذلك ما أثر بصورة كبيرة على الروح المعنوية للاعبين في الشوطين الإضافيين .
لحظات صعبـة
واضاف: ان الملاك التدريبي للمنتخب بقيادة المدرب حكيم شاكر شخـَّص بدقة نقاط القوة ومكامن الضعف لدى المنتخب الكوري ووضع الاسلوب الخططي المناسب للفوز ،وطبق اللاعبون باجادة تامة التعليمات الدفاعية والهجومية من خلال الانضباط التكتيكي وعلى اثرها احرز مهند عبد الرحيم هدف التقدم ، ولكن جرت الامور بما لا تشتهيه سفن منتخبنا في نهاية المباراة وشعرنا حينها بالحزن والخيبة لان المركز الثاني لا يتناسب مع المجهودات السخية التي قدمها اللاعبون في المباراة وعشنا لحظات صعبة لضياع حلم الظفر باللقب القاري، لأننا كنا نطمح دخول التاريخ من أوسع أبوابه.
عــدم المجازفة
وأشار عباس الى ان الملاك التدريبي أوعز للاعبين قبل نهاية المباراة امام كوريا بضرورة الالتزام بالواجبات الدفاعية وعدم المجازفة في الهجوم غير المنظم للمحافظة على الانتصار وعدم افساح المجال للاعبي كوريا في حيازة الكرة ، لذلك فرض منتخبنا اسلوبه على المباراة ولم تكن هناك هجمة منظمة من المنافس وانما جاء هدف التعادل من مناولة طويلة سقطت امام المهاجمين وسددها احدهم على المرمى واحرز هدف التعادل غير المستحق، والملاك التدريبي كان يعرف جيداً طريقة لعب المنافس ، ولكن هذا حال كرة القدم التي تعد ام المفاجآت ، والنتيجة اسهمت بزيادة خبرتنا في الملاعب وسنعمل بجد من اجل الظهور بصورة افضل في المونديال المقبل.
طعـم الفــوز
وعن اهم المباريات التي خاضها المنتخب في طريقه الى المباراة النهائية اوضح : ان اغلب المباريات التي خاضها المنتخب في مشواره نحو المباراة النهائية لها اهمية خاصة وتبقى المباراة المفصلية الصعبة امام منتخب الساموري لها طعم مختلف لأنها الحــد الفاصل بين الوصول الى المونديال بعد غياب 12 عاما او العودة الى بغداد بخفي حنين ، حيث تعاهدنا على انتزاع الفوز لإسعاد جمهورنا وتأكيد جدارتنا الفنية ، وقد وضع الملاك التدريبي منهاجاً خاصاً للمباراة تناغم مع قدرات اللاعبين المهارية والبدنية اسهمت بشكل واضح بفوز منتخبنا بهدفين من دون مقابل وادت الى اقصاء المنتخب الياباني من البطولة بالرغم من ان الترشيحات كانت تصب لمصلحته ، وكانت الفرحة بين اللاعبين والملاك التدريبي لا توصف بعد اطلاق صفارة النهاية لتحقيق الحلم الاول من المشاركة في البطولة وشعرنا حينها باننا اقتربنا كثيراً من تحقيق الحلم الثاني المتمثل الظفر باللقب القاري.
ولفت عباس الى ان المنتخب استفاد كثيراً من وقوعه في مجموعة قوية ضمت افضل منتخبات شرق آسيا كوريا الجنوبية والصين وتايلند لان صدارتها جعلتنا اكثر ثقة بمواصلة المسيرة نحو القمة وكشفت للملاك التدريبي سلبيات الاسلوب التكتيكي لديهم المبني على السرعة في نقل الكرة والانتقال من الدفاع الى الهجوم ، وحفزت منتخبنا للتغلب على المنتخب الاسترالي وإبعاده عن المباراة النهائية ، الذي ارهقنا بطريقة لعبه التي تعتمد على لعب الكرات الطويلة للمهاجمين ، ولاعبوه يمتلكون البناء الجسماني الجيـــد.
أســرة واحــدة
واختتم احمد عباس حديثه : ان منتخبنا قدم مباريات رائعة وكان من افضل المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس آسيا بشهادة المتابعين ولم يأتِ ذلك من فراغ وانما من خلال التعاون المثمر بين الملاك التدريبي الرائع بقيادة المدرب حكيم شاكر واللاعبين وسعيه المستمر الى تطوير قدراتهم الفنية والبدنية وتذليل جميع الصعاب ، كما ان اتحاد الكرة لم يبخل على الفريق بشيء ولا يمكن ان ننسى الجمهور الرائع الذي حضر المباريات وشجعنا بحماسة دفعتنا لتقديم الافضل في جميع المباريات ، ومن الامور التي اعطت مفعولها السحري على نتائج المنتخب اننا اسرة واحدة ، وفق تلك العطيات فان منتخبنا مؤهل فني وبدني لتحقيق النتائج المميزة في المونديال المقبل في تركيا خصوصاً اذا ما توفرت له المعسكرات التدريبية المناسبة وخوض اللقاءات الدولية القوية مع مختلف المدارس الكروية .
الأربعاء نوفمبر 21, 2012 5:03 am