علاء كاظم: الطلبة يغرق بمديونية 345 مليون دينار

بغداد/ يوسف فعـل

كشف رئيس إدارة نادي الطلبة الرياضي علاء كاظم أن الازمة المادية الخانقة التي تعصف بأروقته ألقت بظلالها السلبية على الفرق الرياضية بشكل واضح وجعل الإدارة تفكر بجدية إلى إيقاف النشاطات الرياضية والانسحاب من دوري النخبة لكرة القدم بسبب ابتعاد وزارة التعليم العالي الجهة الراعية للنادي من هموم الرياضيين وعدم ايجاد ارضية راسخة للتعاون بين النادي والوزارة لإيجاد الحلول الناجعة للخروج من الأزمة المادية ، وإزاء تلك المشاكل المعقدة اصبح مصير النادي على كف عفريت.
وفي البداية تحدث رئيس ادارة النادي علاء كاظم لـ(المدى) قائلاً : ان المشكلة المادية التي يعاني منها النادي تزداد يوماً بعد آخر بسبب ارتفاع أقيام عقود اللاعبين والمدربين والمستحقات الأخرى ولا تلوح في الأفق حلول جادة من وزارة التعليم العالي للخروج منها ، وقد أثـَّرت تلك المشاكل على عمل النادي وجعلته من نادٍ ينافس بقوة على احراز لقب الدوري في الموسم الماضي الى فريق يكافح من اجل الابتعاد عن شبح الهبوط الى الدرجة الممتازة ، لذلك فان الانسحاب من دوري النخبة أجدى وأنفع من ان يكون الفريق لقمـة سائغة لبقية الفرق.
مطالب مشروعة
واضاف : ان وزارة التعليم العالي التي يرتبط بها النادي تتعامل مع مطالباته المشروعة بسلسلة من الاجراءات الروتينية في المعاملات الادارية التي تخص الجانب المادي التي أدت الى توتر العلاقة بين الادارة والنادي وانسحبت على تشنج المواقف مع اللاعبين والملاك التدريبي للتأخير في إتمام قضية التخصيصات المادية لعدم قدرة الادارة على تسديد مستحقات اللاعبين والمدربين في أوقاتها المحددة ، ما أثرت على المستوى الفني العام للفريق لان اغلب اللاعبين نفـــد صبرهم من الوعود.
وأشار كاظم إلى أن ناديه صاحب تاريخ حافل بالانجازات من ابرز الفرق الجماهيرية ويتمتع بشعبية واسعة وقدم العديد من النجوم الكبار للمنتخبات الوطنية بمختلف الألعاب الفردية والجماعية ولا يرتبط اسمه بأعضاء الإدارة الحاليين بالرغم من تقديمهم الكثير في سبيل المحافظة على اسم النادي وعراقته، ولكن الضغوط المادية أصبحت لا تطاق ولا يمكن تحملها لان الأبواب موصدة أمامها ، وتم الاتفاق بين أعضاء الادارة انه في حالة عدم استجابة الوزارة الى مطالبة ادارة النادي بالموافقة على استقطاع نسبة بسيطة من راتب موظفيها تخصص للنادي اُسوة ببقية اندية المؤسسات فان الادارة ستكون مضطرة الى إيقاف الأنشطة الرياضية في النادي.
مستحقات مادية
وبخصوص شكاوى عدد من اللاعبين الذين مثلوا النادي في المواسم السابقة بتهرب النادي من الايفاء بمستحقاتهم المادية اوضح : ان النادي لا يتهرب من أية مشكلة تصادفه فنية أو مادية، واغلب اللاعبين الذين مثلوا النادي كانت العلاقة معهم وثيقة وهم يدركون جيداً ان التأخير في تسديد العقود لم تكن للإدارة يـــد فيه وإنما الوضع المادي للنادي الصعب كان السبب المباشر في إثارة فتيل المشاكل مع اللاعبين السابقين بعدما تجاوزت مديونيته الـ 345 مليون دينار ، ونحن في نادي الطلبة نغرق في بحر المشاكل المادية وحبل الانقاذ غير قادر على انتشال فرقه!
وبشأن اسباب عدم اتضاح الرؤية في العمل بين الوزارة والنادي قال : ان ادارة النادي تعمل بشفافية ووضوح تام مع الوزارة التي تشرف على جميع الامور المادية من توزيع مبالغ العقود على اللاعبين المحليين والمحترفين وكذلك اثناء الايفادات للابتعاد عن الوقوع في فـخ المشاكل الجانبية التي تعيـق عملية النهوض بواقع النادي نحو الأفضل، وهذه الآلية تم وضعها بالاتفاق بين الطرفين ،لكنها لم تطبق بصورتها الكاملة وسببت الإرباك للنادي وهناك تجارب مشابهة في الاندية المؤسساتية الاخرى التي نجحت تجربة التعاون فيها.
استقالة خلـف
وفي معرض رده على اسباب الاستغناء عن خدمات المدرب خلف كريم قال : ان المدرب السابق خلف كريم قدَّم استقالته بمحض إرادته لأسباب فنية لا ترتبط بالجانب المادي وعقده واضح لا لبس فيه ، وعدم نجاح المدرب يعود الى انه كان غائباً عن منافسات الدوري منذ فترة طويلة ولا يمتلك معلومات كافية عن اغلب الفرق ، وبعد البداية غير المشجعة بمنافسات الدوري اجتمعت الادارة وحددت اسباب الاخفاق وتمت الموافقة على قبول استقالته بالتراضي وإيكال المهمة لمساعده كريم سلمان الذي قاد الفريق الى الفوز على كركوك بهدفين من دون مقابل اعادت الانيق الى جادة الانتصارات من جديد.
وانتقد كاظم الاندية الغنية التي اسهمت بارتفاع عقود اللاعبين الى ارقام عالية لا تتناسب مع الاوضاع المادية الصعبة لأغلب الاندية التي تعتمد في تمشية امورها على منح وزارة الشباب والرياضية التي لا تكفي بتسديد عقد لاعب واحد في نادي النفط مثل المصري محمد شوقي او الدوليين سامال سعيد او نور صبري وغيرهم ، ولعدم وجود عدالة بين الوزارات بدعم الفرق التابعة لها نطمح الى اصدار قانون خاص ينظم العملية الاحترافية وتدفع اللعبة الى التطور بدلا من التلكؤ في مسيرتها وعدم الاستقرار بسسب قلـة الملاعب الجيدة والافتقار الى الجوانب الاخرى المكملة لنجاح مسيرة الدوري