يكتبها/ خليل جليل
قبل ايام نظمت وزارة الشباب والرياضة وعبر مبادرة حيوية ومثالية ،ندوة نقاشية مهمة حول اخلاقيات المهنة الصحفية والاعلامية يبدو انها جاءت في وقتها المناسب والملائم لمرجعة مثل هذه الجوانب المتعلقة بمسيرة العمل الاعلامي والصحفي وطبعا ما يخصنا ويتعلق بنا هو الجانب الرياضي وتداخله مع الصحافة والاعلام.
وما زاد من اثراء هذه الندوة التي فوجئنا بموعدها غير المعلوم مسبقاً، مشاركة عدد من الاكاديميين الاعلاميين في مقدمتهم الزميل الدكتورهادي عبد الله الذي كعادته يثري مثل تلك الجلسات النقاشية بما يتطرق اليه ويتوقف عنده ويضفي عليها ما يزيد من اهميتها ويرفع من مستوى الجدوى للتطرق لمواضيع وقضايا بات التطرق اليها وعدم الصمت عنها حاجة واضحة ومطلوبة.
ان انعقاد مثل هذه الندوة التي تصدى المشاركون فيها الى سلسلة من الامور التي تتعلق بمهمة الاعلام والصحافة الرياضية على وجه التحديد ، مما لاشك فيه جاء في توقيت مناسب جداً تم فيه تسليط حزمة ضوء على مجمل القضايا التي اقتضى التوقف عندها في هذه المرحلة حتى جاءت ندوة وزارة الشباب والرياضة وتفاصيلها ومحاورها دافعا مهنيا وعاملا مساعدا للتمسك بثوابت العمل المهني المخلص الحقيقي القائم على اسس مهنية صحيحة وحقة والنهل من تجارب غنية وثرية في هذا الميدان والسير على خطى من ساهم في هذه الندوة جاءت لتذكر من يحتاج التذكير بان للعمل المهني الصحفي والاعلامي قواعد ومنظومة عمل علينا عدم التجاوز على تقاليدها وثوابتها والابتعاد عن كل ما يسيء اليها تحت اغطية عدة ووسائل مختلفة وطرائق مفضوحة ومتلونة لم يعد اصحابها بعيدين عن منظور تشخيصهم والكشف عنهم في وقت يسعى فيه آخرون لتعزيز عملية المحافظة على اسس العمل الصحفي الرصين ويقدمون ما يستطيعون تقديمه من مجهود كبير لدرء المساحة الاعلامية الصحفية من مخاطر التلوث والتلون التي ما تزل لعبتها تستهوي البعض ولو مؤقتا من اجل هذا الغرض او ذاك او لهذه المصلحة الشخصية او تلك وفق ظاهرة التلون والتغيير المفاجئ لاصحابها تحت تبريرات يعدونها دامغة بينما هي عارية ومهلهلة لا يستطيع صاحبها ان يحتمي بها ويمرر اساليب التلون من دون ان يشعر بما تثلمه وتنال منه للأسف تلك الاساليب التي نجد ما يناقضها في جانب آخر ويبتعد عن اهداف واغراض ذلك التلون من خلال بالتمسك بالاعراف المهنية الحقة واحترامها والتشبث بقواعد العمل المؤدية الى المكانة الصحفية اللائقة والشجاعة والابتعاد عن كل ما يثير الشكوك.
بعد أن طالبت بعض الاصوات بمعاقبة ادارة نادي زاخو وفريقها الكروي وجمهور الفريق على خلفية الاعتداء على عدد من لاعبي الشرطة وجمهور الشرطة اثناء مباراة الفريقين في جولة سابقة من خلال اعمال ومظاهر لا تخلو ملاعبنا منها ولا تقتصر على ملعب زاخو ، سارع الاتحاد العراقي لكرة القدم الى فرض غرامة مالية بلغت خمسة ملايين دينار ونقل مباراتين للفريق خارج ارضه معاقبة لما شهدته تلك المباراة التي تشهد مثيلاتها العديد من تلك المظاهر المخالفة لتعليمات وانظمة مسابقات الدوري وسلوكية الملاعب التي اصبحت خارج سيطرة من يعنيه امر المحافظة على اجواء المباريات فيها.
ومسلسل الاعتداء على حكام المباريات يبدو انه بعيد كل البعد عن انظار ومراقبة لجنتي الطوارئ والانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم وكأنه ادار ظهره لمثل تلك المظاهر عندما تحصل هنا ويتسارع الامر لاتخاذ اجراءات رادعة عندما يحصل ما يستدعي ذلك في اماكن اخرى ما يجعل المعتدين وعادة هم المدبون يتمادون في هذا المسلسل والايغال به مثلما يؤكد ، ويشير الى ذلك امين سر لجنة الحكام في الاتحاد العراقي عادل القصاب الذي دعا الاتحاد الى ان يكون اكثر حزما واكثر تأثيراً في قرارات معاقبة من يتمادى ويتجاوز على سلوكيات الملاعب والاعتداءت المتكررة على الحكام الى الحد الذي اصبح فيه بعض المدربين يلاحقون طواقم الحكام الى غرف المنازع المخصصة للحكام والاعتداء عليهم بتوجيه كلمات نابية عريبة ودخيلة على ملاعبنا مستخدمين عبارات مسيئة يستهدفون بها طواقم الحكام امام انظار مشرفي المباريات ومن يفترض ان يقوم بحماية اجواء امباريات.
ليس من باب المقارنة اذا ما قلنا ان مظاهر الاخطاء التحكيمية اخذت تغزو ملاعب العالم وتجتاح مباريات مسابقات الدوري هنا وهناك وتثير تلك الاخطاء الفادة استياء وحفيظة الملايين من عشاق الاندية ونجوم كرة القدم ، ومن الطبيعي ان حكامنا المحليين هم عرضة للاخطاء ايضا ، لكنهم يدفعون ثمنها باهضا في حين يجد حكام كرة قدم اخرون من يتفهم ارتكابهم للاخطاء التي لا تمر مرور الكرام عليهم ، بل يتحملوا قرارات واجراءات يقدم عليها اتحد الكرة ذاته ولجان التحكيم فيها بدلا من تعرضهم الى حمى الاعتداءات والاساءات المتعمدة التي يلجأ اليها بعض المدربين مع سبق الاصرار وآخرها ما حصل في احدى مباريات الجولة الرابعة من دوري النخبة.
احد المعنيين بالقضية التحكيمية تساءل قائلاً: هل يقبل اتحاد الكرة ان تأخذ مثل هذه الاعتداءات منحى آخر عندما يجد الحكم من الضروري ان يسترد اعتباره بنفسه اذا ما لجأ الى طرق اخرى ام من الافضل ان يلجأ الاتحاد الى معالجة هذه القضايا عبر اجراءات رادعة تلزم من يعنيه الامر التراجع عنها وعدم الاقدام عليها مستقبلاً اذا ما وجد من يردعه بحزم لا ان يشجعه للتمادي بتلك الاحداث ما يعني ان لجنتي الطوارئ والانضباط في اتحاد الكرة هما معنيتان بهذا الامر وليس غيرهما وكذلك من يتبنى مهمة الاشراف على المباريات لاسيما ان بعضهم يغض الطرف كي يكسب ود ادارة ذلك الفريق عندما يحل عليها ضيفا في واجب آخر