حوار/ محمد العبيدي
تزخر الساحة الكروية العراقية بالعديد من المواهب والخامات الواعدة على جميع الأصعدة والمستويات ولعل التقهقر والتراجع الذي لحق بالجانب التنظيمي والإداري الرياضي داخل العراق وعدم توافر البنى التحتية المناسبة لديمومة دوران عجلة تطور الرياضة العراقية عموما وكرة القدم على وجه الخصوص فضلاً عن هجرة الكثيرين الى خارج الوطن نتيجة الظروف التي مر بها العراق والمعروفة لدى الجميع ، كل هذه العوامل وغيرها اسهمت بشكل أو بآخر في عرقلة عملية نمو هذه المواهب والخامات وتأخر تألقها كما ينبغي لها ان تكون.
لذلك كان للكثيرين من أصحاب تلك المواهب محاولات حثيثة لتطوير الذات والبحث عن كل ما يسهم في تطوير مستوياتهم ويشمل هذا كل المجالات والاختصاصات ومنها اللاعبين والمدربين.
ومن الامثلة الحية والواقعية لما تقدم نجد العديد من الأسماء التي شقت طريقها في مجال الدراسة والبحث والتطوير ومن بين هؤلاء يبرز اسم المدرب العراقي يعرب فاضل الذي قد نجح الى درجة كبيرة في ولوج عالم التدريب بعد ان كان لاعباً في نادي الكرخ الرياضي ومنتخبي الشباب والناشئين قبل ان يُنهي دراسته الأكاديمية للحصول على شهادة البكالوريوس من كلية التربية الرياضية / جامعة بغداد في تسعينيات القرن الماضي ثم استقر به المطاف في المانيا حيث عمل جاهداً على تطوير إمكانيته التدريبية وحرص على الاستزادة والتعلم وكسب الخبرات من المدرسة الألمانية المشهود لها بالعراقة والكفاءة والريادة والتميـُّز على الدوام.
من هنا باتت مسيرة المدرب العراقي المقيم في المانيا جديرة بالاهتمام لما تحمله في طياتها الكثير من الجهد والمثابرة والاجتهاد وهي حالة يتمتع بها الكثير من المدربين العراقيين وغيرهم في المجالات كافة وليس في قطاع الرياضة والشباب فحسب.
(المدى) التقت المدرب العراقي يعــرب فاضل فكان الحديث التالي:
* كيف ومتى بدأت تجربتك في عالم التدريب؟
- بدياتي كمدرب كانت في المانيا حيث أقيم حاليا بعد خروجي من العراق قبل سنوات وفي المانيا درست اصول تدريب كرة القدم وتعلمت منها الشيء الكثير من علم التدريب الرياضي سنة وكان ذلك في عام 2007 وبما اني أجيد اللغة المانية ، فقد حصلت على شهادة البكالوريوس في علوم الرياضة والاختصاص علم كرة القدم بعد ان درست في مدرسة كرة القدم العليا للمحترفين بالمانيا في مقاطعة بافاريا غرب المانيا وتخرجت من هذه المدرسة كمدرب محترف وأعمل الان مع الاندية الألمانية في مختلف المستويات .
في سنة 2009 حصلت على الشهادة التدريبية من الاتحاد الألماني للكرة القدم لفئة المحترفين ايضا، وانا الان اعمل في المانيا كمدرب منذ خمس سنوات ومع فرق ألمانية وليست فرقاً اجنبية وهذا ما منحني خبرات كبيرة في التعامل مع اللاعبين .
* ما الفائدة التي اكتسبتها خلال العمل في المانيا ؟
- الفائدة التي اكتسبتها هي فائدة كبيرة جدا حيث حصلت على خبرة واسعة النطاق بسبب ان نظام تدريب كرة القدم لا يعرف إلا مَن يعمل في المانيا، تعملت كيفية القيام بتطوير اللاعب والفريق في آن واحد، وتعلمت الاخلاص في عملي خصوصا انني عملت مع مدربين ألمان لهم خبرة كبيرة في مجال كرة القدم ، كما تعلمت من خلال تجربتي نظام التدريب الأوروبي العام والألماني بشكل خاص.
* ما التجارب الايجابية الممكن تطبيقها في الخليج او في العراق لتطوير اللعبة؟
- بناء المنشآت الرياضية الحديثة والملاعب المنظمة وفق المواصفات الدولية دوليا واستقدام الخبرات الأوروبية من الخارج والعمل على بناء قاعدة أساسية لكرة القدم ، والاهتمام بكيفية بناء شخصية اللاعب الخليجي والعراقي بشكل تربوي علمي صحيح ، كما يحدث الآن في بعض الدول الخليجية، وألا تترك الأمور رهينة الظروف والصدفة في تقرير مستقبل الرياضة في البلد.
الكــرة العراقية
* هل تتابع الدوري العراقي ؟
- نعم فانا مستمر في متابعة كل الدوريات العراقية والخليجية أيضا ، ولكن عندما اتابع بعض المباريات في الدوري العراقي أتألم كثيراً وأشعر بالأسف والانزعاج الشديدين بسبب انعدام العلمية في كرة القدم و في مباريات الدوري العراقي تحديداً، والمشكلة الاخرى هي وجود الكثير من المواهب الكروية في العراق من اللاعبين لكنها بحاجة ماسة لمن يطورها ويعمل على صقل هذه الموهبة.
* ما رأيك بمستوى الكرة العراقية حالياً ؟
- مستوى المنتخب العراقي جيــد لا بأس به مقارنتاً مع بقية الدول العربية والخليجية ولكن المنتخب الوطني الحالي لا يستند على قاعدة أساس قوية وصحيحة، لهذا اخشى ان يأتي اليوم الذي لن نتمكن فيه من مواجهة بعض الفرق الضعيفة في المنطقة، لذلك يجب ان يتم العمل على بناء جيل جديد من اللاعبين وفق منهج علمي وستراتيجية عمل واضحة بعيدة الأمــد والانطلاق منها نحو مستقبل افضل للكرة العراقية وصولاً الى تحقيق النتائج الايجابية والتأهل الى كأس العالم والمنافسة على الالقاب والبطولات واهمها كأس آسيا وبطولة الخليج وبقية المشاركات الخارجية.
* ما الدوري العربي الأفضل برأيك ؟
- هناك تفاوت كبير في المستوى الفني والتنظيمي بين الدوريات العربية وكما هو معروف فان كرة القدم في دول المغرب العربي لها ثقلها ونتائجها ولها نجومها الكبار والمعرفين على المستوى العالمي ، كما تمتلك هذه الدول لاعبين محترفين على مستوى عالٍ في افضل الدوريات العالمية، كذلك الحال في الدوري المصري الذي يمتاز بالقوة والمنافسة، والدوري السعودي ايضا من الدوريات المميزة في المنطقة، كما انني من المعجبين في الدوري القطري حيث تجد في هذا الدوري الكثير من المتعة وتواجد نخبة من النجوم واللاعبين الاوروبيين واللمسات الجميلة والفن بالاداء وانا اتابع مباريات الدوري القطري كما استطيع ان احلل كل المباريات بشكل ممتع وعلمي لأني اجد النظام الاوروبي في بعض الفرق القطرية بسبب وجود عمل احترافي ومستوى تنظيمي عالٍ جدا يميز هذا الدوري، لذلك تجد ان مستوى الكرة القطرية جيد جدا وهي في تطور دائم واتوقع ان يكون لها شأن كبير في المستقبل القريب على المستويين العربي والدولي.
المدرسة الالمانية
* الى أي مستوى ممكن ان يصل المدرب العربي او العراقي في اوروبا او في المانيا تحديداً ؟
- في الحقيقة من الصعب جدا الإجابة على هذا السؤال ولكن استطيع ان اقول: انه ليس من السهولة ان يعمل او يصل مستوى المدرب العربي الى مستوى المدرب الأوروبي او الالماني، لانه وعلى سبيل المثال وليس تقليلاً من شأن المدرب العربي لكن في الواقع يعد مستوى المدرب العربي هو بمستوى دوري الهواة في ألمانيا وهذا يعني وجود فارق بعيد عن دوري المحترفين والسبب ليس لعدم قدرة المدرب العربي على مجاراة الطريقة الاوروبية وانما لأنه نشأ ودرس وتعلم ضمن النظام الآسيوي أو الأفريقي وبالتالي حصل على خبرة العمل في الدوري العربي وليس الأوروبي ، لهذا يصعب التعامل مع الطريقة الأوروبية في التدريب وهذه المرحلة تتطلب من المدرب العربي العمل ميدانيا في الدوري الاوروبي واكتساب الخبرات والاستمرار في تطوير امكانيته كي يصل الى المستوى المطلوب.
* ما أهم الجوانب التي تمتاز بها الكرة الألمانية؟
- تمتاز الكرة الألمانية بالعديد من الجوانب المهمة والأساسية ولعل الحديث في التفاصيل يطول لكن اذكر ان من اهم هذه العوامل هو اللعب الجماعي المميز والروح القتالية داخل الملعب والولاء للفريق والمدرب ، والعمل على الوصول الى مرمى الخصم في أقصر وقت ممكن .
* رأيك بمستويات المنتخبات الأسيوية في تصفيات كأس العالم ؟
- من خلال المباريات التي انقضت من عمر التصفيات نجد ان مستوى المنتخب الياباني والمنتخب الاسترالي والمنتخب القطري جيــد حتى الان ولكن المنتخب الأوفر حظاً في التأهل هو المنتخب الياباني عن المجموعة الثانية يليه المنتخب الاسترالي، وفي المجموعة الأولى اُرشح كوريا الجنوبية وقطـــر .
* كيف ترى فرصة منتخبنا في التأهل لنهائيات كأس العالم ؟
- أتمنى للمنتخب الوطني كل التوفيق في تصفيات كأس العالم وفي الوقت نفسه أخشى ان يكون الأمل في الوصول الى البرازيل ضعيفاً، لأنني ارى ان المنافسة قوية جدا والمنتخب يمتلك إمكانية التنافس لكن المشوار بحاجة إلى مزيد من الجهد والإعداد وليس كما هو الحال مع الطريقة التي يتعامل بها المنتخب مع مباريات مهمة تتمثل بالتنافس للوصول إلى نهائيات كأس العالم والتي تمثل الحلم الأكبر للجماهير العراقية للتأهل إلى المونديال للمرة الثانية، لكن لا مستحيل في كرة القدم لأنها تعطي مَن يعطيها ولكل مجتهد نصيب.
مشاكل ومعوقات
*ما أهم الانجازات التي حصلت عليها؟
- من اتحاد الكرة القدم الألماني، شهادة التدريبية C und Bوبطولة الدوري الألماني لفئة الناشيئن وشهادة تقديرية من مدينة نورنبغ الألمانية ، والمركز الاول لدوري الكبار لدوري الدرجة الخامسة لعام 2010.
* ما طموحاتك في عالم التدريب ؟
- الوصول الى مستوى المدربين العالميين وتحقيق أفضل النتائج في الدوري الألماني.
* ما أهم المشكلات التي تعيق تطور الكرة العربية برأيك ؟
- التخطيط والتنظيم وسوء الاهتمام بالقاعدة التي تمثل اللبنة الاساسية للاعبي كرة القدم واختيار اللاعب غير المناسب ونوعية اللاعبين الذين يمثلون المنتخب الوطني للبلد على سبيل المثال.
*وكيف كانت بدايتك مع كرة القدم ؟
- بدايتي مع كرة القدم كانت في العراق في نادي الكرخ الرياضي حيث لعبت ضمن فئة البراعم والناشئين والشباب والفريق الأول وايضا لعبت في الدوري العراقي الدرجة الاولى لمواسم عــدة ، وعلى مستوى المنتخبات مثلت منتخب ناشئين العراق والشباب في بطولات خارجية عدة وبعدها هاجرت الى المانيا لإكمال الدراسة العليا في مجال علم التدريب الرياضي والتخصص في كرة القدم فيها